“لقد عشت بالفعل موتي والآن كل ما تبقى هو إنتاج فيلم حول هذا الموضوع”. قالها المخرج “هيكتور بابينكو” إلى “باربرا باز” عندما أدرك أنه لم يتبق له الكثير من الوقت. وقبلت “باربرا” تحدي تحقيق الرغبة الأخيرة لشريكها الراحل: أن تكون بطلة الرواية الرئيسية عن وفاته.

الانغماس في حياة أحد أعظم مخرجي أمريكا الجنوبية، يحجب بابينكو روحه بنفسه في مواقف حميمة ومؤلمة. يعبر عن القلق، وعن الذكريات والأفكار والتخيلات. ثمة مواجهة بين نشاطه الفكري ووهنه الجسدي، والتي كانت السمات المميزة لحياته المهنية. جعل بابينكو من السينما دواءه الذي أبقاه حيًا. أول فيلم طويل من باربرا باز، لكنه بطريقة ما آخر أعمال هيكتور حتى لا يموت أبدا.

رامي عبد الرازق

قصة صناعة “لوي بونويل” لفيلمه الثاني بمساعدة صديقه النحات “رامون آسين”، بعد الجدل الذي أحاط بفيلمه الروائي الأول “العصر الذهبي”، والذي تركه بلا عمل إثر عزوف المنتجين عن التعامل معه.

تحية ممتعة لفن السينما بشكل عام، ولواحد من أشهر أيقوناتها بشكل خاص. إلى جانب جودته كفيلم تحريك، يلقي العمل الضوء على جانب غير معروف للعامة من حياة بونويل، وهو وفاؤه لصديقه رامون آسين الذي صنع معه فيلم “أرض بلا خبز”، حيث يصر على وضع اسم آسين على تتر الفيلم بعد مصرعه وزوجته على أيدي قوات فرانكو في الحرب الأهلية الإسبانية، وحذف السلطات الإسبانية اسمه في النسخة الأولى باعتباره معارضًا.

أسامة عبد الفتاح

متابعة لمشوار المخرج الاستثنائي “ميلوش فورمان” الحاصل على الدب الذهبي من برلين وجائزتي أوسكار، من خلال صور وفيديوهات أرشيفية خاصة بالإضافة لعدد من الحوارات التي سجلها.

يقدم الفيلم تسجيلًا لمسيرة فورمان منذ بدايته وكيف تطورت وجهة نظره في ما يخص الفن وطريقته في العمل على الكثير من أعماله، ونشاهد هذا من خلال تعليقاته هو شخصيًا مما يجعل الفيلم بمثابة سيرة ذاتية لفورمان عن فورمان، خاصة مع حرص مخرجي الفيلم على صناعة تتابع جيد للمشاهد لنشعر أنها مصورة خصيصًا للفيلم.

أندرو محسن

عودة إلى العصر الذهبي للسينما الإيطالية من خلال الغوص في أعماق نجمتها وأيقونتها “آنّا مانياني”، لقطات أرشيفية تُعرض لأول مرة ولقاءات مع زملائها من نجوم المرحلة ومقتطفات من برامج التليفزيون وبالطبع أفلامها.

بورتريه حميم للنجمة الساحرة آنا مانياني، التي لا تُعد أيقونة للواقعية الإيطالية الجديدة فقط، ولكن للسينما العالمية كلها. من المدهش أن يعثر صناع الفيلم على لقطات أرشيفية لم تُعرض من قبل رغم مرور السنوات، والأهم هو القدرة على تحقيق التناغم بين تلك اللقطات وبين اللقاءات الحية بلغة سينمائية بليغة. عمل مصنوع بحب بالإمكان لمسه من الدقيقة الأولى، يليق بممثلة تحولت رمزًا لكل ما هو صادق وجميل سينمائيا.

أسامة عبد الفتاح

يستكشف الوثائقي 50 عامًا من إبداعية المخرج السوري “محمد ملص“، الذي يمكن اعتباره مثالًا للمؤلف الأصيل والمثقف العضوي الذي نُفي من بلدته وحثت أعماله الجماهير على التفكير  في معاني الفقدان والذاكرة والوطن.

بمزيج من السرد الكرونولوجي لمسيرة محمد ملص، اللقاءات الشخصية معه، واللقطات الأرشيفية من أفلامه، يحاول نزار عنداري تفسير ظاهرة ملص الإنسانية والفنية في آن واحد، ويقترب – بنجاح مشهود – من وضع يده على تكوين شخصية فنان سينمائي رائد على المستويين الفكري والإبداعي.

أحمد شوقي